حوار مع القيادي العالمي جون أدير حول أحدث كتبه "قيادة محمد" - صلَّى الله عليه وسلَّم

حوار مع القيادي العالمي جون أدير حول أحدث

كتبه "قيادة محمد" - صلَّى الله عليه وسلَّم

حوار: عبدالرحمن أبو المجد.

تواصل الألوكة السبق في رصد توجهات الحركة العالمية بمختلف طوائفها تجاه محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - نشرت الحوار بالإنجليزية، واستجابة للقراء تقوم بترجمة الحوار.

البروفيسور جون أدير - القيادي العالمي الكبير -: بالرغم من أن البروفيسور أدير غني عن التعريف، غَيْرَ أننا نوجز تعريفه، هو الأستاذ الاستشاري العالمي الكبير، واحد من أهم القياديين العالميين في فنون القيادة، وتنمية المهارات القيادية في العالم، أهّل في دوراته التدريبية أكثر من مليون شخص ممن يعملون في مجالات القيادة والإدارة حول العالم.

برز البروفيسور جون أدير مستشارًا كبيرًا في فنون الإدارة، ومحاضرًا خبيرًا في التدريب على القيادة، عمل في أكاديمية ساند هيرست الملكية العسكرية، وكان المدير المساعد للجمعية الصناعية، والبروفيسور الأول للدراسات القيادية في جامعة ساري.

هو زميل الجمعية الملكية التاريخية، في عام 2009م، تم تعيينه رئيسًا لقسم دراسات القيادة في الأمم المتحدة، كلية شؤون الموظفين - تورينو، ومنحته حديثًا جمهورية الصين الشعبية لقب "أستاذ فخري"؛ للاعتراف بفضله في "البحوث المتميزة والإسهام في مجال القيادة".

كتب جون أدير أكثر من 50 كتابًا كلها في القيادة، ترجمت كتبه إلى أكثر من 25 لغة، من إصداراته الأخيرة كتاب "التنمية الفعالة للقيادة"، و"كيف ينمو القادة"، غير أنه توج أعماله الكتابية بتاج كتبه "قيادة محمد" - صلَّى الله عليه وسلَّم - كتابه الشهير "قيادة محمد" - 2010م - قام في هذا الكتاب بدراسة مهارات القيادة النبوية بالمقاييس العالمية، التي أفنى فيها عمره وأبحاثه، تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان القيادي الأمثل، لقد تأكد من مقولة مايكل هارت: إنَّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعظم العظماء قاطبة، المدهش أنهم سبقونا في تقييم وتكريم هذا الكتاب، فقد تم اختيار كتاب "قيادة محمد" من قبل المعهد البريطاني للإدارة British Chartered Institute of Management 's لجائزة أفضل كتاب في الإدارة لهذه السنَة 2011م، ونرى أنَّ هذا الكتاب جدير بأن يرشح لجائزة الملك فيصل، وجوائز المحبة، وجائزة محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الدولية السويدية.

طلبت منه أن أقوم بترجمته، وله ما يرغب من حقوق، غير أن شركة نشر بريطانية سبقتني، الكتاب دراسة عن مهارات القيادة للنبي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - صرحت السيدة إيزوبيل أبو الهول، مديرة مكتبة مجرودي بأن الطبعة العربية من الكتاب "قيادة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم"، ستنطلق في مارس/آذار 2011م في مهرجان دبي الأدبي الدولي، ولتكتمل الصورة كان لا بد من هذا الحوار.

س: البروفيسور جون أدير، شكرًا للمُوافَقَة على هذا الحوار؟

البروفيسور جون أدير: شكرًا جزيلاً، إنني أوافق لأتمكن من أن أشارك ببعض الأفكار مع القراء حول قيادة النبي محمد - عليه الصلاة والسَّلام.

س: قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]؟

وقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديث صحيح: ((إنما بعثت؛ لأتمم مكارم الأخلاق)).

لقد كتب كثير من الكُتَّاب الغربيينِ عن النبي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - منهم من رأى محمدًا نبيًّا وسياسيًّا، على سبيل المثال المستشرق الكبير "واط مونتغومري" في كتابه الشهير "محمد نبي ورجل دولة"، يرى محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - كذلك، وكتب "محمد في المدينة"، وكتب أيضًا "محمد في مكة"، وحديثًا كتبت كارن آرمسترونغ "محمد نبي لعصرنا"، وأتذكر أن توماس كارليل كان من أوائل المستشرقين الموضوعيين الذين تصدَّوا للأكاذيب المسيحية الغربية حول محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - يندفع السؤال بإلحاح: لماذا كَتبت "قيادة محمد"؟

البروفيسور جون أدير: إنني مندهش جدًّا جدًّا؛ لأنه لا يوجد كتاب يعرفنا بقيادة النبي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا بمهاراته القيادية، بالرغم من أنَّني أكتب في القيادة، وفي أهمية القيادة، وأركز على القيادة السياسية، والقيادة الإدارية، وبالرغم من الشهرة العالمية، أجدني الغربي الوحيد في العالم.

بالرغم من أن هناك أصواتًا مسموعة تركز على الموضوع، يحتاج المسلمون للعودة بعقولهم وقلوبِهم إلى القيادة التي بينها محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - في كلماته، وحياته الشخصية، قدم لهم القدوة كَمثال للاتّباع، يحتاجون للعودة إلى محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - النموذج الأمثل.

س: أجل، محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - النموذج الأمثل؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21]، وقال الشاعر: المصلحون أصابع جمعت يدًا... هي أنت بل أنت اليد البيضاء؟

من ناحية أخرى، لا يزال هناك هجوم مستميت ضد الإسلام، وضد النبي المحبوب محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أَنا متأكّد أن وضع اسمِ محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - في عنوان الكتاب سينفّر بعض الناسِ، أليس كذلك؟!

لماذا أصر جون أدير على قيادة محمد؟

البروفيسور جون أدير قارئ غير مسلم، سفير بريطاني سابق عمل في بعض البلاد العربية، قال لي: إن كتاب "قيادة محمد" لأول مرة يجلب كتابًا غربيًّا "النبي محمد حيًّا"، بالرغم من أنَّني لَم أَكتب الكتاب بغرض تلك النية، أَتمنى أن يُصبح الجسر الذي يُمكن العديد من الناسِ في كل أنحاء العالم للتعريف بهذا النبي، والعصر الذي عاش فيه.

س: شدَّد البروفيسور جون إسبوسيتو على هذه الحقيقة: "أتباع محمد وجدوه عطوفًا وصادقًا، وتقيًّا،

وجديرًا بالثقة، ومستقيمًا"، رجاءً وضح لنا ماذا رأيت محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم؟

البروفيسور جون أدير: نعم، أَرى كل الصفات القيمة في محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - زعيمًا، وخصوصًا أُؤكد في كتابِي سلامته من العيوب، وصفته التي اشتهر بها (الأمين)، الأمانة هي المؤسسة التي تؤسس كُل القيادات الجيدة في كل أنحاء العالم.

أَرى فيه أيضًا قيادة من أكثر القيادات سموًّا وندرة، وجمالاً، قيادة تدعو للتواضع، تخلو قيادته من التكبر والغرور.

هو أيضًا كان لديه نوعية من القيادة المثالية الرفيعة، خصوصًا أنه عربي، يمتاز بالطبع اللطيف.

أنا أُضيف أيضًا أنَّني أَعتقدُ أنَّه كَان يمتاز بالشخصية المؤثرة الساحرة، وبالكرم والسخاء اللذين يستحوذان على قلوب الناس، الزعماء المسلمون عِنْدَهُمْ الكثير للالتِزام.

س: أنا ما زلتُ أَتذكر الموسوعةَ البريطانية Britannica [الجزء 12] التي استشهدت بالتالي: "كان محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلاً صادقًا، كسب احترام الآخرين، وولاءهم، محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أكثر الأنبياء نجاحًا..."، فكيف يستطيع المسلمون توضيح صورته المثالية - صلَّى الله عليه وسلَّم؟

البروفيسور جون أدير: بالمثالِ…

س: في كتابك "قيادة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم" تُناقش هذه القيادة المثالية، وتلك الخواصَّ الضرورية لمحمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - زعيمًا، وتركز على صفات مثل: الشجاعة، والسلامة، والحكمة العملية، والسلطة، والتواضع الأخلاقي، نحن متأكدون أَنَّك لَم تكتب كل شيء عن النبي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا كَان هناك وقت كافٍ، ستكتب لنا كتبًا أخرى، تبين أمثلةً أخرى تعرفها ولم تكتبها حول محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم؟

البروفيسور جون أدير: أملي أن كتابي يحفِّز، لَيس فكرًا آخرَ فقط، وإنما يبحث في موضوع المفهوم الإسلامي للقيادة، بالرغم من أن برامج القيادة التدريبية العملية أيضًا مستندة على الكتاب في المدارسِ، والجامعات في كل أنحاء العالم الإسلامي، إلا أنَّه عندما تظهر الطبعة العربية من كتابي، بالتحديد في مارس/آذار هذه السنَة، فلا شك أنها ستكون الأكثر إثارة حول القيادة المحمدية.

س: وضحت آرمسترونغ أنَّ أجهزة الإعلام الغربية حاولت إسكات الأصوات المعارضة بعد 11 سبتمبر/أيلول، على سبيل المثال هي كَانت قَد كلّفت من قبل مجلة النيويوركر لكتابة مقالة عن الإسلام، لكن المقالةَ اختفت، ونشرت المجلةَ مقالة للأكاديمي بيرنارد لويس، بدلاً من مقالتها، هل تَعتقد أن كتاب "قيادة محمد" قَد يُحاول إسكاته بالأصوات القوية المعارضة؟

البروفيسور جون أدير: أنا ما اكتشفت أي إشارة من تلك الميولِ السلبية حتى الآن، وأنا لا أَتوقّع ذلك، في الحقيقة في المملكة المتّحدة اختار المعهد الأول للإدارة كتاب "قيادة محمد"، لجائزة المكتبة البريطانية لكتب الإدارة لهذه السنَة.

شكرًا جزيلاً، بروفيسور جون أدير.

البروفيسور جون أدير: شكرًا للاستماع لي، مع السلامة Ma'salaam...